هل هناك حسابات تجمع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية؟

نفت الحكومة الإسرائيلية ما قيل عن موافقتها السماح بتطوير دول في منطقة الشرق الأوسط برامج نووية، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.

أغسطس 23, 2023 - 15:12
 0
هل هناك حسابات تجمع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية؟

نفت الحكومة الإسرائيلية ما قيل عن موافقتها السماح بتطوير دول في منطقة الشرق الأوسط برامج نووية، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية.
التصريحات الإسرائيلية تأتي بعد كلام لوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، كان قد ألمح فيه إلى موافقة بلاده على تطوير السعودية برنامجا نوويا لأغراض "مدنية". كلام الحكومة الإسرائيلية يأتي أيضا بعد تصريحات إسرائيلية سابقة فُهمت على أنها موافقة إسرائيلية على إنشاء السعودية برنامجا نوويا سلميا وهو شرط سعودي بحسب مراقبين لأي اتفاق تطبيع مع إسرائيل. لكن المواقف السعودية الرسمية لم تشمل هذا الشرط وإنما تؤكد استعدادها للتطبيع مع إسرائيل في حال تم حل القضية الفلسطينية وفق المبادرة العربية للسلام التي وافق عليها القادة العرب في القمة العربية التي عُقدت في بيروت عام 2002.
وفي تذكير ببنود المبادرة العربية للسلام، فإنها ووفق النص الرسمي الصادر عن جامعة الدول العربية، تدعو إلى:
الانـسحاب الكامــل مــن "الأراضـي العربيـة المحتلـة" بمـا فـي ذلـك الجولان السـوري وحتى خط الرابـع مـن حزيـران يونيـو 1967 والأراضي التي ما زالت "محتلة" في جنوب لبنان.
التوصـل إلــى حــل عــادل لمــشكلة اللاجئــين الفلــسطينيين يتفــق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
قبـول قيـام دولـة فلـسطينية مـستقلة ذات سـيادة علـى "الأراضـي الفلـسطينية المحتلـة" منـذ الرابـع مـن حزيـران يونيـو 1967 فـي الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.وحينها، ودائما بحسب المبادرة العربية للسلام، تقوم الدول العربية بـ "اعتبار النـزاع العربـي الإسـرائيلي منتهيـا وتدخل في اتفاقيات سلام معها وتنشئ علاقات طبيعية معها في إطار السلام الشامل".
كل هذا الكلام الأخير حول التطبيع، يأتي وسط جولات مكوكية لمسؤولين أمريكيين (من بينهم مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان) إلى المملكة العربية السعودية في مسعى لإقناع الديوان الملكي السعودي بالمضي قدما في التطبيع.
مثلث معقّدُ الأولويات والحسابات يجمع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى جاهدة لتحقيق هذا الاتفاق قبل انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، فما هي مصلحة كل دولة في التطبيع وكيف سينعكس ذلك على المنطقة؟
الحكاية تعود إلى عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي غادر البيت الأبيض محققا ما تعتبره إدارته "نصرا" لدبلوماسيتها من خلال تمكنها من إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة في أيلول سبتمبر عام 2020.غير أن العين كانت دائما ولا تزال على السعودية، عين أمريكية وعين إسرائيلية.
فقد كانت السعودية الوجهة الخارجية الأولى للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد توليه منصبه، وهو ما قرأه كثيرون على أنه دعم أمريكي للرياض بعد فترة من الفتور خيّمت على العلاقة بين الحليفين الاستراتيجيين والتاريخيين خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.لكن ولاية ترامب ومع كل الجهود الأمريكية التي بُذلت، انتهت من دون التوصل إلى اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي.
إرث حملته إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن الذي لم يعر بداية أي أهمية للشرق الأوسط، واضعا الصين نصب عينه، بل وأيضا اعتبر السعودية في خطاباته الانتخابية حينها "دولة منبوذة". لكن إدارة بايدن رأت نفسها مضطرة للتعامل مع الرياض لاسيما مع لعب السعودية دورا مهما كقوة نفطية عالمية، وبعد فتحها الباب للاستثمارات الخارجية، إذ تأمل واشنطن أن تكون لها حصة الأسد منها في ظل تقارب سعودي صيني غير مسبوق شمل مجالات حيوية عدة.